اللجنة الإجتماعية تنظم في سنة 2015 رحلتَين الى شمال لبنان ومنطقة الشوف

تابعت اللجنةُ الإجتماعية في الجمعية الثقافية الرومية تنظيمَ رحلاتٍ ثقافية ودينية وترفيهية خلال سنة 2015، وإختارَت منطقتَين من لبنان تتميّزان بالإرثِ الثقافيّ الروميّ الغنيّ وبالمعالم الطبيعية والدينية الخلّابة. وجاء تنظيمُ رحلتَين في إطار تحقيقِ أحد أهداف الجمعية ويقضي “بإستكشافِ الإرثِ الثقافيِّ الرومِيِّ في لبنان والمشرق والعالم“.

توَلَّت تنظيمَ الرحلات اللجنة الإجتماعية برئاسة السيد نقولا مقبل، وعاونه في هذا الجهد السيدة ميراي جهشان والسيد سعيد خيرالله، وأشرفت الهيئة الإدارية على هذا العمل الذي نال موافقتَها المسبقة.

توجَّهت الرحلة الأولى، في 22 آب 2015، الى منطقة الشوف، وبالتحديد الى مدينة دير القمر، وإنتقلت فيما بعد الى مدينة جزين في جنوب لبنان، وعرَّجت في طريق العودة على دير المخلّص بالقرب من بلدة جون. شارك في الرحلة 35 شخصاً من أعضاء الجمعية وأصدقائها وبعض أبناء رعية القديسة كاترينا (زهرة الإحسان) ببيروت. في دير القمر، زار المشاركون في الرحلة أربعةً من كنائس المدينة هي كنيسة سيدة التلّة المارونية، وكنيستَي مار الياس وسيدة الفقيرة للروم الكاثوليك وكنيسة سيدة النجاة للروم الأرثوذكس، وهي جميعها كنائسُ قديمة تعود لعدة قرون. وبعد زيارة الكنائس، تجوَّل الوفدُ في ساحة البلدة، وتمعَّنَ في القصور القديمة التي بُنيَت في عهد الإمارة المعنية والإمارة الشهابية، ثمَّ زار متحف الشمع الشهير الذي يضمُّ عدداً كبيراُ من تماثيل الشمع التي تمثّل خاصةً كبارَ السياسيين ورجال الحكم والدين والثقافة في لبنان.

إنتقلَ المشاركون في الرحلة بعدئذٍ الى مدينة جزين، عاصمة القضاء الذي يحمل إسمَها، وتناولوا غداء الظهيرة في مطعم الحرش الواقع بالقرب من شلاّل جزين الشهير. وبعد الغداء، تجّولوا في أسواق جزين، وزاروا مصنع الحرفيات اليدويّة التي تشتهرُ بها البلدة والتي تصدّرُ الى خارج لبنان، وتسَوَّق بعضُهم منها. وفي طريق العودة الى بيروت، توجَّه الباص الكبير الذي كان ينقلُ الوفد الى دير المخلّص الواقع على رابيةٍ تعلو ساحل الشوف الجنوبي والذي يعودُ بناؤه وتأسيسه الى مطلع القرن الثامن عشر. تتواجدُ في هذا الدير كنيسةٌ قديمةٌ إحتفظَت بمعالمِها الرومية الأصيلة وخاصة الإيقونسطاس والأيقونات الرائعة الجمال. ولهذا الدير إطلالةٌ رائعةٌ على الساحل الشوفي وبساتينٌ خضراء عامرة تحيط به. وفي الدير متحفٌ يوثّقُ تاريخَه القديم مع صورِ المطارنة والآباء الرؤساء الذين توالوا على إدارتِه والعناية به.

أما الرحلة الثانية فتمّت في 24 تشرين الأول 2015، وتوجَّهت الى منطقة الكورة في شمال لبنان. شارك في الرحلة خمسون شخصاً يتقدَّمهم قدس الأرشمندريت سيرافيم (بردويل) راعي كنيسة القديسة كاترينا والعضو الفخريّ في الجمعية. بدأت الرحلة بوقفةٍ قصيرة عند جسر المدفون حيث تناول الوفدُ الزائر ترويقة سريعةً قبل أن ينتقلَ الى دير سيدة كفتون في منطقة القويطع. يشتهرُ هذا الدير الذي تقيم فيه عدة راهبات أرثوذكسيات بكنيستِه التي تحوي أيقونةً تعود للقرن الحادي عشر وبجواره، على ضفة نهر الجوز، كنيسة القديسَين سرجيوس وباخوس العائدة للقرن السادس والتي تتميّز بجدرانياتها القديمة.

أمضى المشاركون في هذه الرحلة معظمَ نهارِهم يتجوَّلون في بلدة أنفه الساحلية والتي تعودُ في تاريخها القديم الى العصر الفينيقي. تسكنُ هذه البلدة أكثريةٌ من الروم الأرثوذكس، وتتميَّزُ بمرفئها القديم والصغير المخصَّص للصيد. وبجوار المرفأ الأثري تتواجدُ ثلاث كنائس رومية قديمة هي كنيسة سيدة الريح التي ترجعُ الى القرون المسيحية الأولى وكنيستا القديسة كاترينا والقديس سمعان وهما كنيستان مبنيتان في العهد الصليبي وتتميّزان بنمط البناء الصليبي. أما وسطُ المدينة فيضمُّ كنيسة القديس جاورجيوس التي أعيدَ بناؤها في القرن العشرين. تجوَّل الوفد الزائرُ في وسط أنفه وفي شوارعها الضيقة، وإنغمسَ في الحياة اليومية التي يعيشها أبناء البلدة.

إنتهت الرحلة بزيارة بحيرة بنشعي القائمة على سفحِ قضاء زغرتا والتي تحيطُ بها المقاهي والملاهي، وإنتقل الوفدُ أخيراً الى مطعم جسر رشعين، بالقرب من مدينة زغرتا، لتناول طعام الغداء، قبل العودة الى بيروت في المساء.

Check Also

الجمعية الثقافية الروميّة تتجوّل في الكورة في 10 حزيران 2023

في العاشر من حزيران 2023، قصدت اللجنة الإجتماعية برفقة خمسين شخصاً منطقة الكورة في شمال …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Skip to toolbar