في 20 تشرين الأول 2018، نظَّمت اللجنة الإجتماعية رحلةً ثقافية، دينية، وترفيهية الى المتن الأعلى وبلدة كساره في البقاع اللبناني. وكالعادة، إنطلقَت الرحلة من بيروت عند الساعة السابعة صباحاً، في بولمان حديث ومكيّف، وتوقَّفَ الوفدُ عند فرن وودن بيكري Wooden Bakery على طريق المتن السريع لتناول الفطور. وكانت هذه الفترة القصيرة فرصةً للرحّالةِ للتعارف وإستكشاف مقاصد الرحلة. عَبَرَ الباصُ الذي ينقل الوفدَ بلدتَي بعبدات وضهور الشوير ليبلغَ المرحلة الأولى من الرحلة وهي زيارة دير مار إلياس شويّا الذي يطلُّ بشموخِه على الوادي الذي يفصلُ بين المتن وكسروان. يعودُ هذا الدير الروميّ الأرثوذكسي الى القرون المسيحية الأولى، ويُعتقدُ بأن غرفَ الرهبان المنحوتة في الصخر والموجدة في الطبقة السفلى من الدير تعود للقرنَين السادس والسابع. أما الدير القائمُ حالياً فبُني بعد سنة 1590، ثمَّ رُمِّم بعد زلزال سنة 1759. وتشير البلاطةُ المرفوعة فوق باب الكنيسة الى هذا التاريخ. ويشهدُ الديرُ حالياً نهضة عامرةً في ظلِّ رئاسة سيادة الأسقف كيريوس كيريوس قسطنطين (كيال). زار الوفدُ الزائرُ كنيسة الديرِ التي تتميّزُ بإيقونسطاس خشبي محفور رائع الجمال، والتي يتوسطُها النسرُ الروميُّ ذو الرأسَين. وبجوار الكنيسة غرفة تحتفظُ بجثمان المثلث الرحمات المطران مكاريوس (صدقه) متروبوليت بيروت الأسبق الذي رقدَ في المحيدثة بالقرب من الدير في 19 آب من سنة 1798. وتجوَّل أفرادُ الوفد في أجزاء الدير المختلفة وزاروا الطبقة السفلى والكنيسة القديمة.
إنتلقت الرحلة، في مرحلتها الثانية، الى بلدة المتين، في أعالي المتن. هي العاصمة التاريخية لإقطاع المتن حيث كان يعيش، في الصيف، أمراءُ أبي اللمع. وفي وسط البلدة، ما زالت القصور والبيوت القديمة التاريخة قائمة، مع تبدّلِ مالكيها. تجوّل الوفد في أرجاء المتين، وزاروا بعض البيوت الأثرية القديمة ومدافن الأمراء اللمعيين، ثم دخلوا متحفاً فنياً حديثاً أقامته بلدية المتين ويحوي العديدَ من اللوحات التي رسمَها فنّانون من المتين. ورافقتهم في هذه الجولة الثقافية والسياحية المفيدة السيدة راي جبر معوّض التي تملك الكثير من المعلومات عن هذه البلدة التاريخية والتي لها مؤلفٌ أدبي قيّمٌ عن المنطقة. وبعد ذلك، إلتقى أعضاء الوفد في أحد المقاهي المجاورة حيث إحتسوا القهوة وإستراحوا قبل إنتقالهم الى المرحلة الثالثة من الرحلة.
وبعد أن عبرَ الباص أعالي جبل الكُنَيسة، قصدَ نزولاً الى سهل البقاع بلدةَ كساره حيث تتواجد كهوف النبيذ المصنوع محلياً من أفضل أنواع العنب. تعود كهوف كساره الى القرن التاسع عشر حينما حفرها وجهَّزها الآباء اليسوعيون، في مكانٍ كان يحوي كهوفاً قديمة يُعتقد بأنها من العصر الروماني. لكن شركةً خاصةً تملّكت هذه الكهوف في النصف الثاني من القرن العشرين وتابعت تصنيع النبيذ. أمضى الوفدُ لحظاتٍ مشوقة في زيارة الكهوف وإستمعوا الى شرحٍ عن صناعة النبيذ وتذوَقوا أنواعه المختلفة.
وفي حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، عبر الوفدُ بلدة الفرزل قاصداً فندق le Grand Cavalier حيث تناول المشاركون في الرحلة الغداءَ في مطعمه الفاخر. ويعود الفضل في ترتيب هذه المأدبة الفاخرة لأحد أعضاء اللجنة الإجتماعية السيد سعيد خيرالله الذي أجرى الإتصالات اللازمة لهذا الأمر. وكانت العودةُ عبر طريق شتوره مروراً بصوفر وبحمدون. توقف الباص في إستراحةٍ قصيرةٍ عند مطعم اللقيس في شتوره حيث تذوّق البعضُ الحلويات والبوظة.