Romaian Cultural Society News
Related Articles
دعَت اللجنة الإجتماعية التي يرأسها السيد نقولا مقبل الى المشاركة في رحلةٍ ثقافيةٍ وترفيهيةٍ الى أهمّ المواقع الأثرية والتراثية والدينية الواقعة في إطار محافظة جنوب لبنان. تمَّت الرحلة في 8 تشرين الأول من سنة 2016، وشارك فيها ما لا يقلُّ عن ثمانين شخصاً ينتمون الى الجمعية الثقافيّة الروميّة أو هم في عدادِ أصدقائها. ولقد نقلهم باصان كبيران مكيّفان الى مقصدِهم بدءاً بطعام الفطور في إستراحة كنعان عند مدخل مدينة صيدا.
شملَت الرحلةُ زيارةَ بلدة مغدوشة الواقعة الى الشرق من صيدا، ومدينة صور الملأى بالآثار القديمة وبلدة قانا التي يعتقد البعضُ بأنها المكان الذي إجترح فيه السيدُ المسيح أولى عجائبه. وتناول الزوارُ طعامَ الغداء في مطعم Rêve de la Mer الفخم في بلدة الناقورة الواقعة على الحدود الجنوبية للبنان. وفي المرحلة الأولى للرحلة، زار وفدُ الجمعية بلدةَ مغدوشة التابعة لإبرشية صيدا الرومية الكاثوليكية، وتنقّل بين كنيستِها الجديدة الواسعة الأرجاء والمغارةِ التي يُعتقدُ بأنَّ والدة الإله مريم إنتظرَت فيها إبنها عندما كان يقوم بجولةٍ في ساحل صيدا وصور. وتتواجدُ في هذه المغارة أيقونةٌ روميّةٌ قديمة أعيدَ إكتشافُها بالصدفةِ في القرن الثامن عشر وهي تعودُ الى قرونٍ بعيدةٍ مضَت. وكان لكاهن المقام قدس الأرشمندريت سمير (نهرا) وقفةٌ مع المشاركين في الرحلة شرحَ لهم فيها تاريخَ هذا الموقع الديني القديم. وكانت للزوارِ فرصةُ التأمل بالساحل الصيداوي الممتدّ تحت مغدوشه من أعالي البرج الجديد الذي يعلوه تمثالُ والدة الإله.
وكانت أهمَّ مراحل الجولة زيارةُ مدينة صور الأثرية، عاصمة فينيقيا الساحلية في العصر الرومي. تجوَّلَ الوفدُ مطوَّلاً في العديد من الأماكن الأثرية، ومنها المدافنُ الرومانيّة والروميّة القديمة وقوسُ النصر الشهير الذي يقودُ الى ميدان سباق الخيل القديم، والحماماتُ القديمة وبقايا الكاتدرائيةِ الشهيرة التي كانت أعظمَ كنائس فينيقا الساحلة والتي شهدَت إنعقادَ مجامع كنسية محلية تاريخية. وبعد الجولةِ في أزقة صور القديمة وزيارة المرفأ الحالي المزدحم بالصيادين، زارَ الوفدُ كاتدرائية القديس توما التابعة لمطرانية صور للروم الكاثوليك وكنيسة القديس نيقولاوس الرومية الأرثوذكسية. وبجوار الكاتدرائية، إستراح الزوار في صالون مطرانية الروم الكاثوليك وإجتمعوا براعي الإبرشية كيريوس كيريوس ميخائيل (أبرص).
وبعد الغداءِ الفخم في أحد مطاعمِ الناقورة المطلّ على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والإستراحةِ في ربوعه، تابعَ الوفدُ رحلتَه بزيارة بلدة قانا حيث تقعُ مغارةٌ قديمة وآثارُ حفرياتٍ على صخور الدرب المؤدية إليها. تقعُ قانا على إحدى التلال المطلةِ على مدينة صور ويعتقدُ البعضُ بأنها الموقع الذي زاره السيد المسيح وحقَّقَ فيه معجزة عرس قانا بتحويلِه الماءَ خمراً.
كانت هذه الرحلة بالفعلِ فرصةً لإستكشافِ بعض المواقع الدينية المسيحية الروميّة المميّزة في جنوب لبنان وللتأملِ في الدور الكبير الذي لعبته صور العاصمة القديمة لفينيقيا الساحلة والتي تحوي من الآثار الفينيقية والرومانية والرومية والصليبية القدرَ الكبير. ولاحظت اللجنة الإجتماعية أن أعدادَ المشاركين في ما تنظمُه من نشاطاتٍ يتزايد رحلةً بعد رحلة.