توجّهت اللجنة الإجتماعية، في رحلتها التي نظَّمتها في 12 إيار 2018، الى منطقة الضنّية الواقعة في شمال لبنان. تعتبر الضنّية منطقةً جبليةً بإمتياز، إذ هي تمتدُّ من بلدة المنية على الساحل صعوداً الى جبال الأربعين، الواقعة الى الشمال من القرنة السوداء. وتضمُّ الضنية عدداً كبيراً من القرى التي تسكنُ معظمَها مجموعاتٌ إسلاميةٌ سنية، لكنَّ الوجودَ المسيحي الروميّ لا زال قائماً في بعض قراها ومنها بلدة حقل العزيمة التي قصدتها إحدى مراحل هذه الرحلة. وتتبعُ الضنيةُ كنسياً إبرشيةَ طرابلس والكورة وتوابعهما.
بعد مغادرة الأشرفية، في الصباح الباكر، توجّه الوفدُ شمالاً مروراً بجسر المدفون حيث تناولَ طعام الإفطار في فرن Bread House وكانت فرصةً ممتعة للمشاركين في الرحلة للتعرف على بعضهم البعض. قصدَت الرحلةُ في مرحلتِها الأولى بلدة بخعون حيث يتواجد قصرُ الأحلام، وهو موقعٌ معماريّ سياحي بُنِيَ حديثاً يتميزُ بطرازٍ غريبٍ يحوي أشكالاً هندسيةً وفنيةً مزخرفة مختلفة، تسمحُ للزوار باللهو وتمتّعُ النظرَ بالأشكال المكوّنة من أحجار ملونةٍ بكافة الألوان. المكان مسوّرٌ بحجارة الأونيكس، ومزيّن بمحاريب وأبوابٍ حجرية من حجر الصوان والغرانيت المستخرجة من جوار بلدة بخعون. أسّسَ محمد هوشر وإبنتُه داليدا وصديقُه محمد الفران هذا المعلم السياحي في سنة 1994، وبنوه على مراحل حتى تاريخ هذه الزيارة. وقد إستلهموا في إختيار المعالم المكوِّنة لهذا البناء رموزَ الأديان المختلفة والعديدَ من الأماكن الأثرية والطبيعية في لبنان. وقصدَ المشاركون في الرحلة المقهى المجاور للقصر حيث إحتسوا القهوة وأمضوا أوقاتً ممتعة في الأحاديث والسمر.
وفي المرحلة الثانية من الرحلة، قصد الوفدُ بلدة حقل العزيمة التي لا تبعدُ كثيراً عن بخعون. وكان هدفُ الوفدِ التبركَ من كنيسة القديس نيقولاوس القائمة في وسط البلدة. بُنيت هذه الكنيسة في سنة 1955، ثمَّ وُسعت في سنة 1977، وتضرَّرت أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وحُرقَت ليُعاد ترميمُها في سنة 2005 بهمّةِ كاهن الرعية قدس الأب نقولا داوود الذي عاد من المهجر. إستقبل الأخيرُ الوفدَ الزائر وشرح له تاريخ الكنيسة وجهودَه في لمِّ شمل أبناء القرية الذين هُجِّروا. وإستُتبِعت زيارةُ الكنيسة بجلسةٍ حواريةٍ مع الكاهن في صالون الكنيسة الجديد مع ضيافةٍ كريمةٍ من بعض أبناء الرعية.
أما المرحلة الثالثة من الرحلة فخُصِّصـت لمغارة الزحلان الطبيعية بالقرب من بلدة القطّين بوادي سير. هذه المغارة هي معلمٌ سياحيٌّ لبناني قليلُ الشهرة، لكنَّه رائعُ الجمال. تتكون المغارةُ من ثلاث طبقات يُسمحُ حالياً بزيارة الطبقة العليا فقط. وعند مدخل المغارة جسرٌ معلق بين ربوتَين يتيح للمارة أن يمتّعوا النظرَ بمشاهد طبيعية لمنطقة الضنية نزولاً حتى الساحل. أما المغارة فتحوي سراديبَ وأشكالاً طبيعية رائعة الجمال وقناطر وعقوداً حجرية نحتتها الطبيعة عبر ملايين السنين. وفي المغارة نبع ماء غزيرة يطلقُ عليها إسم نبع الزحلان.
وفي حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، إنتقل الزوار المشاركون في الرحلة الى مطعم جسر رشعين، الواقع في منطقة زغرتا، حيث تناولوا الغداء الفاخر وأمضوا ما لا يقلُّ عن ساعتَين في السمر وتبادل الأحاديث.
وكالعادة، أبدى المشاركون في الرحلة، في طريق عودتهم الى بيروت، إعجابَهم بتنظيم هذا اللقاء وشكروا اللجنة الإجتماعية على خياراتِها للمواقع الدينية والسياحية التي تقصدُها في رحلاتِها.