رحلة ثانية للجمعية الثقافية الرومية في سنة 2017 الى منطقة عكار

في 28 تشرين الأول 2017، نظَّمت اللجنة الإجتماعية في الجمعية الثقافية الرومية رحلتَها الثانية لسنة 2017، وكانت وجهتَها منطقة عكار حيث تجوّلت في بلدات منجز وشدرا والقبيات، وزارت مواقع تاريخية ودينية وثقافية بارزة. غادرَ الوفدُ السائحُ المؤلفُ من حوالي ثمانين شخصاً منطقة الأشرفية في بيروت في صباح ذلك السبت، في قاطرتَي بولمان حديثتَين ومكيفتَين، وقد رافقَه رئيس الجمعية الدكتور نجيب جهشان ورئيس اللجنة الإجتماعية السيد نقولا مقبل وعددٌ من أعضاء الهيئة الإدارية بالإضافة الى قدس الأرشمندريت سيرافيم (بردويل) وقدس الأب عيد (حبيب). توقفَت المجموعة الزائرة عند جسر المدفون في فرن Bread House لتناول الفطور، ثمَّ أكملت رحلتها مباشرةً الى بلدة منجز. شكَّلت بلدةُ منجز العكارية المرحلةَ الأولى من الرحلة. ومنجز تقع بالقرب من الحدود السورية، على ضفة النهر الجنوبي الكبير. تضمُّ آثاراً قديمةً وفيها ديرُ سيدة القلعة الذي بناه الرهبان اليسوعيون من حجارة البازالت السوداء وهو اليوم في عهدة الكنيسة المارونية. يطلُ الديرُ على النهر الكبير الجنوبي وعلى مدينة تل كلخ السورية، وتحيطُ به حدائقُ جميلة وغابةٌ صغيرةٌ تحمل أشجارُها أسماءَ المتبرعين بها.

وإنتقل الوفدُ بعدئذٍ الى بلدة شدرا التي تقعُ بالقرب من وادي خالد والتي تسكنُها أكثريةٌ رومية. وفي شدرا عدةُ كنائس، منها كنيسة السيدة وكنيسة مار إلياس وكنيسة الصليب. وتعتبرُ كنيسة مار إلياس أحدثَ هذه الكنائس وأوسعَها، وبالقرب منها ساحةٌ واسعة لإستقبال الزوار. وبعد زيارة مار الياس، إنتقل الوفدُ الى مزار القديس يعقوب أخي الرب، في جوار بلدة شدرا، وحيث يقيمُ الراهبُ المتبتلُ جوزف والذي ينشطُ في بناءِ ديرٍ جديدٍ يضمُّ كنيسةً واسعةً قيد الإنشاء.

أما المرحلة الثالثة من الرحلة فخُصِّصَت لبلدة القبيات التي تسكنُها أكثريةٌ مارونية والتي تضمُّ العديدَ من المعالم العمرانية والثقافية والدينية. إقتصرت الزيارةُ أولاً على دير الآباء الكرمليين الشهير والذي يضمُّ بجانبِه متحف الطيور والفراشات. أمضى الزوار وقتاً طويلاً في تجوُّلهم داخل المتحف حيث إستكشفوا العديدَ من الطيور والحيوانات المحنطة والتي جُمعت من مختلف مناطق لبنان بالإضافة الى مجموعاتٍ كبيرةٍ من الفراشات من مختلف الأنواع والألوان. وبعد المتحف، إنتقل الوفدُ الى كنيسة سيدة الغسّالة والتي تحملُ هذا الإسم القديم لأن نساء البلدة كنَّ في الماضي يجتمعن أيام السبوت عند الساقية التي تعبرُ بالقرب من المزار ليغسلن ثيابهنّ، فحملَ المزار إسم سيدة الغسالة لهذا السبب. ولقد بنيت الكنيسة الحديثة بالقرب من هذا المزار وهذه الساقية.

إنتهَت الرحلة، في مرحلتها الرابعة، بزيارة دير مار شليطا الذي يقع بجوار بلدة القبيات، في منطقة حلُسبان الأثرية. تحيطُ بهذا الدير غاباتُ القليعات الشهيرة ونبعُ عين الستّ الذي يروي بساتين هذه المنطقة الخصبة. بُنيّ هذا الدير حديثاً فوق أنقاضِ معبدٍ روماني قديم ما زالت جدرانه القديمة وحجارته الكبيرة قائمةً الى اليوم. سعت لبناء هذ الدير السيدة لوريس قديح تلبية لنذر قطعته على نفسِها. إستقبلت هذه السيدة الوفدَ الزائر وشرحت له بإسهابٍ تاريخ بناء الدير والكنيسة.

وبعد زيارة الدير، إنتقل الوفد أخيراً الى مطعم ديوان الوادي الواقع أيضاً في منطقة حلُسبان، حيث تناول طعامَ الغداء الذي جاء، كالعادة، فاخراً كما خطَّطت اللجنة الإجتماعية. وإذ غادر المشاركون مساءً الى بيروت، أعربوا جميعهم عن إعجابهم بتنظيم الرحلة ومحتواها، آملين من اللجنة الإجتماعية أن تنظمَ سنوياً ثلاث رحلاتٍ مشابهة، من ضمنها، إذا أمكن، رحلةٌ الى خارج لبنان تدوم يومَين أو أكثر.

Check Also

رحلة الجمعية الثقافية الرومية الى منطقة الضنّية في إيار 2018

توجّهت اللجنة الإجتماعية، في رحلتها التي نظَّمتها في 12 إيار 2018، الى منطقة الضنّية الواقعة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Skip to toolbar