عالمة الآثار ليلى بدر

الدكتورة ليلى بدر هي أوّل المبدعين الأحياء الذين كرَّمتهم الجمعية الثقافية الروميّة إبتداءً من سنة 2016، وسلَّمتهم درع التكريم في حفلٍ مهيبٍ جامعٍ في ذكرى تأسيسِها الثانية.

ولدَت الدكتورة بدر في سنة 1943 وتربّت في كنفِ عائلةٍ روميةٍ أرثوذكسيةٍ محافظة من أصولٍ لاذقية، وتلقّت دروسَها الإبتدائية والثانوية في مدرسة راهبات سيدة الناصرة اللاتينية ببيروت. درسَت علمَ الآثار في الجامعة الأميركية في بيروت، ثمَّ إنتقلَت الى باريس لتحصلَ، في سنة 1976، على شهادة الدكتوراه في علم الآثار (أرخيولوجيا) من جامعة السوربون الشهيرة، وكان عنوانُ أطروحتها للدكتوراه “التماثيل الشبه بشرية في العصر البرونزي في سوريا”.

باشرَت ليلى بدر أبحاثَها في الأرخيولوجيا في سنة 1968، وإرتبطَت بعدة مؤسسات أكاديمية وبحثية كالجامعة الأميركية في بيروت، والمعهد الفرنسي لعلم الآثار في الشرق الأوسط، والجامعة اللبنانية، ومعهد العالم العربي بباريس، وجامعة البلمند في لبنان، وجامعة ديجون في فرنسا، وحاضرَت في العديد من المؤسسات العلمية العالية.

عُيِّنت الدكتورة ليلى بدر مديرةً لمتحف الجامعة الأميركية في بيروت في سنة 1980، وحقَّقَت فيه نهضةً كبيرةً، وأعادت ترتيبَه وتنظيمَه، وجمعَت حوله كوكبةً كبيرةً من أصدقاء المتحف رفدوه بالعون والمال.   

أجرت الدكتورة ليلى بدر العديدَ من أعمال التنقيب الأرخيولوجي في لبنان وسوريا واليمن وإمارة دبي، وحقَّقت إكتشافاتٍ أثريةً كبيرة. ومن أبرز الأماكن التي قادت فيها أبحاثَها تل الغسيل والصرفند وصور ووسط بيروت في لبنان، وأوغاريت وتل كازل وإبن هاني في سوريا، ومدينة شبوه في منطقة حضرموت في جنوب اليمن. وتألقَ دورُها في وسط بيروت حيث نجحَت في الكشفِ عن المواقع القديمة التي وردَ ذكرُها في رسائل تلّ عمارنه التي تعودُ للقرن الرابع عشر قبل الميلاد.

وأفادَت الدكتورة ليلى بدر الثقافةَ الرومية إفادةً ثمينة بالأبحاثِ والإكتشافات التي حقَّقتها في دير سيدة كفتون في منطقة الكورة من شمال لبنان، حيث تتواجدُ كنيسة القديسَين سرجيوس وباخوس التي تعودُ للقرن السادس الميلادي. كما وأشرفَت الدكتورة ليلى بدر على التنقيب الذي جرى في أرضِ كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت والذي أسفرَ عن أكتشافِ ثلاث كنائس متعاقبة تحت الكاتدرائية تعودُ للعصور المتلاحقة منذ القرن الرابع، وحينما كانت الكاتدرائية تُدعى كنيسةَ القيامة. ويعود للدكتورة بدر الفضلُ في تأسيس المتحف الخاص بالكاتدرائية والذي أنشئ تحتها ليضمَّ الإكتشافات التي حدثَت أثناء هذا التنقيب.

نشرَت الدكتورة بدر عدةَ كتبٍ ومقالاتٍ في مجلاتٍ محليةٍ وعالمية باللغتَين الفرنسية والإنكليزية، وتُعتبرُ من أهمِّ علماء الأرخيولوجيا في الشرق الأوسط. لذلك، إختارتها لجنةُ تكريم المبدعين في الجمعية الثقافية الرومية برئاسة البروفسور جاك مخباط، في سنة 2016، لتكونَ أولَ المبدعين الأحياء الذين يستحقون التكريمَ والخلود في المجتمع الروميّ المشرقي. سلَّمها رئيسُ الجمعية البروفسور نجيب جهشان، محاطاً بأعضاء الهيئة الإدارية، درعَ التكريم في إحتفالٍ كبيرٍ اقيمَ في يوم 25 كانون الثاني.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Skip to toolbar