في الخامس والعشرين من شهر آب 2023، وجّهت الجمعية الثقافية الرومية، بناءً لتوصية لجنةِ مواكبة الشأن العام، رسالةً الى الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، تطالبُه فيها التدخلَ لمنع الاستيلاء على كنوز الكنيسة الأرثوذكسية الأوكراينية ونقلِها وبيعِها وشراءِها ورجَتْهُ تحذيرَ الفاعلين من مغبّة مواصلةِ هذه الاعمال غير الشرعية ووضع حدٍّ لها.
وقالت الجمعيةُ في رسالتِها “بأنَّ ما يجري من معارك على الأرض الاوكراينية أمرٌ يؤسفنا ويحزنُنا، وخاصة سقوط الضحايا البشرية والدمار الكبير الذي يصيبُ البشرَ والحجر.” وأضافَت “بأنَّ الجمعية الثقافيّة الروميّة تنظرُ بالكثير من الأسى إلى كل ما يجري على هذه الأرض الطيّبة لانَّ لنا بين هذا الشعب أخوةٌ في الانسانية والتراث الروميّ، خاصة وإنّنا نتشارك معهم العقيدةَ المسيحيةَ الايمانيةَ الواحدة وتربطُنا بهم اواصرُ تاريخية وشركة روحية عميقة. إنَّ تلك البلاد، وخاصةً مدينة كييف، كانت مهدَ إنطلاقة البشارة المسيحية الروميّة الى جميع الشعوب السلافية الروسيّة، وتحوي من الكنوز التاريخية الدينية والتراثية ما لا يُحصى ولا يقدّر بثمنٍ.
إن هذه الحرب أضحَت فرصةً سانحةً للغرباء وصانعي الشرّ أن يتدخّلوا ويزيدوا النارَ إضطراماً. وما زاد من الآمنا تردُّدُ انباء عن قيام بعض العصابات المنظمة، في ظروفٍ من البلبلة والفوضى العارمة، بالاستيلاء على ذخائر القدّيسين في الكنائس والاديرة وسرقة كنوزها الثمينة التي لا تقدر بثمن والتي لها قيمة بالغةٌ لدى مؤمني الكنيسة الأرثوذكسية وفي العالم الروميّ بأسرِه، لانها تمثِّل جزءاً كبيراً من تاريخِه ووجدانِه وإيمانِه وشهدائِه وقِيمِه. كما وعلمنا بحصولِ عملياتِ نقلٍ سريّةٍ وعلنيَّة لهذه الذخائر والكنوز والموجودات والآواني الكنسية النفيسة إلى خارج اوكراينيا لتمكثَ بعيدةً عن الأماكن التي تواجدَت فيها منذ مئاتِ السنين تحت رعاية الكنيسة الارثوذكسية، بحجةِ حمايتها. وربَّما بوشرَ ببيعها، او سيجري فيما بعد عرضُها للبيع او التصرّفُ بها”. وأضافَت الرسالةُ إنَّها “تعتبرُ ايَّ استيلاءٍ او شراءٍ او احتفاظٍ بهذه الذخائر والكنوز والادوات والأواني الكنسية القيّمة المنقولة من الكنيسة الارثوذكسية المحليّة، جريمةَ حربٍ يُحاكمُ عليها كلُّ من يشتركُ فيها، أكانَ ناقلاً او شارياً او بائعاً او حافظاً لها، فهي ملكُ الكنيسة الارثوذكسية في أوكراينيا منذ مئات السنين وملكُ العالم الروميّ الارثوذكسي الذي ننتمي نحن والأوكراينيين إليه. هي تمثِّلُ وجدانَ هذا العالم وتاريخَه وتراثَه وحاضرَه ومستقبلَه”.